1- ماهو التسويق بالمحتوى

التسويق بالمحتوى هو خطة ذكية للغاية تهدف إلى جذب إهتمام العميل وإضافته لجمهور يهتم بما تقدمه. فبدلا من نشر إعلانات مفاجئة في وجه غرباء لا فكرة لديهم عنك ولا عما تقدمه وقد يرون في إعلانك نوعا من الإزعاج، أنت هنا تقدم محتوى قيم ومفيد لكن بهدف جذب جمهور مهتم بما تقدمه. يتم ذلك عن طريق صنع مقاطع فيديو أو صور تعليمية وربما ترفيهية أو مقالات هدفها هو الإنتشار من أجل استقطاب عدد كبير من المهتمين والمعجبين وبالتالي صنع قاعدة جماهيرية ضخمة وعملاء ثابتين.

2- ماذا يميز التسويق بالمحتوى ولماذا هو مهم

لو نظرت حولك في شبكة الإنترنت بشكل عام ومواقع التواصل الإجتماعي بشكل خاص سترى أن جميع الشركات العالمية تقريبا تستخدم هذه الإستراتيجية. فالتسويق بالمحتوى هو أحد الأهداف الأساسية من التواجد الرقمي على الإنترنت . وسيساعد التسويق بالمحتوى علامتك التجارية لكي تبدو أقل رسمية ولتتفادى الصورة النمطية التي يرسمها الشخص العادي في ذهنه عن الشركات والعلامات التجارية بأنها مؤسسة جشعة كل همها هو إقحام الإعلانات في وجهك وبيع منتجاتها لك.

التسويق بالمحتوى سيخلق صورة ودية وإيجابية عنك فأنت ستوفر محتوى قيم يهتم به جمهورك ويجعله يعجب بما تقدمه. وهذه فرصة لا تعوض لكسب عملاء مخلصين لعلامتك التجارية.

لطالما أثبت التسويق بالمحتوى أهميته وفعاليته في كسب جمهور مهتم وراغب في متابعتك ممايخلق الكثير من الولاء لك ويخلق أيضا استعدادا من هذه القاعدة الجماهيرية لشراء والإقتناع بكل ما تشاركه معهم. فالثقة لا تكسب بسهولة لكن عندما تكسبها ستلاحظ أنها هي الأهم في عالم التسويق بشكل عام. العميل الذي يثق بك سيرغب في الإستماع لك وتنفيذ اقتراحاتك بكل رضا نفس وطيب خاطر.

3- كيف أبدأ التسويق بالمحتوى؟

الآن وبعد أن قمنا بتعريف التسويق بالمحتوى وبت الآن تعرف ماهيته بل وأهميته أيضا ربما تتساءل كيف أبدأ به؟ وفيما يلي سنقوم بالإجابة على أغلب تساؤلاتك على شكل خطوات عملية ستساعدك لصنع استراتيجية عملك الخاصة للنجاح في هذا المجال.

أ- تحديد نوعية المحتوى الذي ستقوم بنشره:

في بداية البداية أول مايجب أن تركز عليه بشكل كبير أن تكون الرؤية واضحة لك كثيرا. يعني ذلك أن تعرف نوع المحتوى الذي ستقوم بنشره وتحدده. ضع تصورا نصب عينيك عن نوع المحتوى الذي تعرف أن بإمكانك تقديمه ونشره بل والإستمرار به أيضا. يجب أن يكون محتوى عالي الجودة ومثيرا للإهتمام ولديك شغف حياله.

هناك أنواع وخيارات عديدة من المحتوى تستطيع نشرها من المحتويات التعليمية إلى الترفيهية.. والمحتوى الذي تقدمه يجب أن يتلائم بشكل لا بأس به مع رسالة علامتك التجارية ليفهم جمهورك أن لديك ما تقدمه لإثراء فضولهم واهتمامهم المتزايد بذلك المجال.

ب- إنشاء خطة مناسبة لك:

أغلب الأعمال التسويقية يجب أن تسير على خطة تسويقية متناسقة وملائمة جدا لاستراتيجيتك. ومثل أي عمل آخر فإن التسويق بالمحتوى هو أيضا يحتاج خطة ذكية خصوصا في صنع المحتوى. ضع جدولا تستطيع أن تسير عليه ووقتا محددا يناسبك من أجل كتابة المحتوى الذي ترغب به. خطتك التسويقية وخطة إنشاء المحتوى ليسا شيئان مختلفان فأنت وبعد كل شيء تقوم بالتسويق بالمحتوى. لذلك يجب أن تستمر في إنشاء وتعديل ومشاركة المحتوى حسب الوقت المحدد.

يساعد هذا الأمر أيضا في صنع سمعة جيدة لعلامتك التجارية بين جمهور معجبيك. مما يعزز الثقة بما تقدمه لهم مستقبلا.

ج- الإستمرارية ومواكبة الجديد:

الإستمرارية مما لا شك فيه هي أحد أكبر أسرار النجاح وفي عالم التسويق بالمحتوى فأنت لديك التزام ومسؤولية أمام معجبيك والقاعدة الجماهيرية التي قمت بصنعها. لذلك ركز على الإستمرار بنشر المحتوى والتفاعل مع جمهورك والإجابة على طلباتهم واستماع آرائهم وأخذها بعين الاعتبار لتتطور دائما وتنمو.

تذكر أن الاستمرار بشكل يومي ولو بدون مبالغة في صنع المحتوى سيكون دائما أفضل من صنع الكثير من المحتوى والإختفاء لفترة. فذلك الأمر قد يفقدك مصداقيتك وربما تخسر الكثير من المشتركين والمتابعين ! أي : العملاء المحتملين.

د- دراسة المنافسين:

تذكر أن مجال التسويق بالمحتوى هو مجال تنافسي للغاية وكما هناك أفراد وشركات وعلامات تجارية كبرى تتربع على عرش المنافسة فإن هناك أيضا شركات ناشئة وأفراد بدؤوا لتوهم ليسوا أقدم منك لكن لديهم استعداد لتقديم كل مايمكن تقديمه لسحق المنافسة. كن حريصا على أخذ علامتك التجارية للقمة ولا ترضى بالبقاء في الأسفل. ادخل بروح تنافسية واجعل هدفك دائما أن تقدم محتوى أفضل من أي شخص آخر واستمر به لتنموا وتزدهر وتكسب الجمهور المناسب.

هـ – تحليل الأداء:

إذا كنت تعمل بالإنترنت وتقدم محتوى على السوشيال ميديا فأنت تدرك جيدا أن الأرقام هي لغتك. من المهم جيدا معرفة قياس وتحليل الآداء لك و مراقبة أداء منافسيك لتعرف كيف تقدم محتوى أفضل منهم وكيف تسرق المنافسة وتستقطب عددا أكبر من المهتمين بمحتواك يوما بعد يوم.

توجد أدوات تحليلية بداخل كل منصة من منصات السوشيال ميديا لمراقبة أداء محتواك وتتبعه. تابع هذه البيانات وتعلم كيف تفسرها على أرض الواقع وماذا تستفيد منها وكيف تستطيع استخدامها لصالحك لتنتج محتوى أفضل.

من المهم أيضا أن تستمع لآراء متابعيك وتقرأ تعليقاتهم وتتفاعل معهم وتطلب تقييماتهم. لتعرف مايعجبهم ومالا يعجبهم وكيف توازن بين الجمهور الذي تملكه والوافدين الجدد. هذه العوامل ستجعل علامتك التجارية ذات قيمة وسمعة وانتشار أكبر. كما وستساعدك للنجاح في التسويق بالمحتوى كما أردته تماما.

4- متى أقوم بالتسويق؟

بعد أخذ صورة واضحة ورسم بيانات شاملة عن ما يعجب جمهورك ومالا يعجبهم وتحديد مناطق اهتماماتهم ما ينجذبون له حدد الوقت المناسب لك للقيام بإعلان تسويقي لخدمتك أو منتجك. يجب أن يتلائم إعلانك إلى حد كبير مع نوع المحتوى الذي تنشره فجمهورك قد أتى من أجل المحتوى لأنه يهتم به.

اجعل اعلاناتك خفيفة ولها علاقة بمحتواك وليست مفاجئة. يجب أن تكون خدمتك أو منتجك أو أيا كان ما تعرضه في إعلانك يحل مشكلة لدى عملائك المحتملين أو يساعدهم لتسهيل حياتهم أو يغذي عقولهم. باختصار يجب أن يعرف جمهورك أنك تقدم لهم مايحتاجونه حتى لو لم يكونوا يطلبونه.

خاتمة:

أعتقد أننا هكذا قد أجبنا على عدة تساؤلات وقدمنا دليلا شاملا في هذه المقالة الطويلة إلى حد ما من أجل فهم التسويق بالمحتوى ووضع استراتيجية مناسبة للبدء به. تذكر أن لكل شخص طريقته الخاصة والتي يرتاح لها بشكل أكبر وقد تساهم في نجاحه بشكل أفضل من الآخر. قمنا في هذا الدليل بالتركيز على الخطوات الرئيسية التي ستساعدك في البدء في هذا المجال. لك الحرية في إعادة النظر في كل خطوة ومقارنتها بما يلائمك ويلائم مجهوداتك ويعزز فرص النجاح لديك بشكل أكبر.

أيا كان فإن الإستمرارية هي السر الأساسي والصبر هو العامل الهام فالتسويق بالمحتوى عملية بطيئة قد لا تأتي بنتائجها كليا في البداية لكن ستثمر وسترى نتائجها في الوقت المناسب لذلك اصبر وانتظر واستمر في العمل الجاد.

إذا أعجبتك هذه المقالة قم بمشاركتها لتعم الفائدة على الجميع وتفضل بقراءة مقالاتنا الأخرى في هذا القسم.